تامر الحبال: استهداف إسرائيل لدور العبادة جريمة حرب موثقة وسقوط أخلاقي صريح

قال المهندس تامر الحبال، القيادي بحزب مستقبل وطن ، إن استهداف الاحتلال الإسرائيلي المتعمد لدور العبادة في قطاع غزة، سواء كانت مساجد أو كنائس، يمثل جريمة حرب مكتملة الأركان وانحدارًا خطيرًا في معايير الحروب المتعارف عليها دوليًا، مؤكدًا أن ما تفعله إسرائيل الآن تجاوز حتى أبشع صور العدوان العسكري إلى “حالة من التوحش المنظم الذي لا يعترف بإنسان ولا عقيدة ولا حرمة لمكان”.
وأضاف الحبال، في تصريحات صحفية له اليوم الجمعة ، أن القصف المتكرر للمساجد في مناطق مكتظة بالسكان، كمسجد الخلفاء في النصيرات أو مسجد المصطفى في حي الزيتون، وكذلك الكنائس التاريخية مثل كنيسة دير اللاتين وكنيسة القديس بورفيريوس، لا يمكن أن يُفهم إلا ضمن سياسة ممنهجة هدفها مسح الهوية الدينية للشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن هذه الممارسات تسقط عنها أي ذرائع تتعلق بـ”العمليات العسكرية” أو “التمركزات المسلحة”.
وأكد أن دور العبادة محمية بحكم القانون الدولي الإنساني، لا سيما اتفاقيات جنيف التي تنص بشكل صريح على حماية المنشآت الدينية أثناء النزاعات المسلحة، مضيفًا أن المجتمع الدولي أصبح مطالبًا اليوم، أكثر من أي وقت مضى، بالخروج من مربع التنديد النظري إلى اتخاذ إجراءات رادعة، تبدأ بإحالة الجرائم إلى المحكمة الجنائية الدولية، وتجميد صفقات السلاح مع إسرائيل.
وتابع الحبال: “الاحتلال يدرك رمزية المساجد والكنائس في نسيج الشعب الفلسطيني، فهي ليست فقط أماكن صلاة، بل مراكز اجتماعية وثقافية، ومنصات للحشد الروحي والمعنوي”، مشيرًا إلى أن “قصفها هو محاولة خبيثة لإضعاف الروح الجماعية، وفرض الاستسلام من خلال تدمير ما يمنح الناس السكينة والأمل”.
وانتقد الحبال صمت بعض الأطراف الدولية قائلاً: “هناك ازدواجية فجة في المعايير، فما لا تقبله أوروبا أو أمريكا في كنيسة أو معبد في أراضيها، يتم التغاضي عنه إذا وقع في غزة. هذه اللامبالاة الأخلاقية هي التي شجّعت إسرائيل على التمادي حتى وصلت إلى قصف كنيسة بها أطفال ومسنون احتموا بها من القصف”.
وأشار إلى أن السكوت عن استهداف كنائس غزة هو طعن في صميم القيم المسيحية التي لطالما تغنت بها الأنظمة الغربية، وإذا لم تتحرك الكنائس العالمية، الأرثوذكسية والكاثوليكية والإنجيلية، للدفاع عن إخوانهم هناك، فإننا أمام أزمة ضمير إنساني عابرة للأديان.
واختتم الحبال تصريحه قائلًا: “إن الشعب الفلسطيني سيبني مساجده وكنائسه من جديد كما فعل دائمًا، لكن وصمة العار ستبقى على جبين كل من سكت أو تواطأ، وكل من رأى جدران العبادة تنهار فوق رؤوس الأطفال ولم يتحرك”.