مما لا شك فيه أن تشجيع الفكر الريادى يؤثر على الاقتصادات الناشئة والمتقدمة على حد سواء فتلك العملية من التشجيع لريادة الاعمال تعتبر ثقافة مجتمعية فى بعض المجتمعات الاقتصادية لذلك يعتبر هذا التوجه ضرورة للاقتصادات الناشئة Emerging Economics اكثر مما عليه فى الاقتصادات المتقدمه والتى بطبيعة الحال تثمن الثقافة الريادية للاطفال فى المراحل المبكرة.
فذلك التثمين للعقلية الريادية يتطلب التحفيز للابداع بما فيه من اكتشاف الحلول لمشكلات حالية بشكل استثنائى وفكر الابتكار للبحث عن اليات مبتكرة لتنفيذ ذلك الفكر الابداعى
وهنا تكمن اهمية التوجه نحو تعزيز ريادة الاعمال وهذا يتطلب الابتكار للبعد عن السوق التنافسي وهذا السوق التنافسي هو تقديم نفس الحلول المتاحة بالشكل المتاح أو مايعرف بـ Red Ocean Strategy
إلا ان احدى مميزات المجال الخصب لريادة الاعمال هو قيام رواد الاعمال بتقديم حلول جديدة (استثنائية) للمشكلات القائمة الامر الذى يضمن البقاء للشركات الناشئة سواء صغيرة او متوسطة وتلك الحلول الجديدة او ما تتميز بالاستثائية تعرف بـ Bule Ocean Strategy
وبتشجيع فكر ريادة الاعمال وانتشار المجال الخصب لها فأن ذلك من شأنه أن يساهم فى تهيئة المناخ الداعم للفكر الريادى الذى به ترتقى المجتمعات الاقتصادية شيئا فشيئا وتزدهر وبانتشار التوجه الريادى تقل نسب البطالة ويزداد الناتج القومى المحلى للمجتمعات الاقتصادية الريادية فبحسب المرصد العالمى لريادة الاعمال (GEM ) Global Entrepreneurship Mentor
فأنه فى كل عام يتم فتح حوالى خمسمائة وخمسون الف مشروع ريادى كل عام جديد فى الولايات المتحدة الامريكية اى ما يقرب النصف مليون نشاط كل عام وبحسب نفس المرصد (المرصد العالمى لريادة الاعمال) فان المشروعات الريادية تمثل حوالى 99.7% من اجمالى 30.14 مليون نشاط اعمال قائم بالولايات المتحدة الامريكية وبتلك النسبة نتذكر المقولة التى تقول بان نقاط المياه الصغيرة المستمرة هى القادرة فقط على اختراق الصخور شديدة الصلابة وبانتشار تلك المشروعات الصغيرة والمتوسطة ينتعش الاقتصاد المحلى للمجتمعات الاقتصادية
واذا تحدثنا عن الاقتصادات الناشئة فى بلد مثل المكسيك نجد أنه من اجمالى ثلاثة ملايين نشاط اعمال تقريباً تساهم المشروعات الريادية بما يقرب من 99.4 % وهكذا الحال فى بلد مثل البرازيل باجمالى مليون وستمائة الف نشاط اعمال يبلغ عدد المشروعات الريادية حوالى 98.9% هذا بالنسبة لامريكا اللاتينية اما اذا تحدثنا عن شرق اسيا فتبلغ اجمالى المشروعات باليابان ما يزيد عن خمسة ملايين مشروع منها حوالى 99.4 % من المشروعات الصغيرة والمتوسطة اما فى كوريا فيتمثل اجمالى نشاط الاعمال حوالى اثنان مليون وستمائة ألف نشاط منهم حوالى 99.1% من تلك النشاطات مشروعات صغيرة ومتوسطة.
ومن هنا نستنتج اهمية هذا التوجه للاقتصادات المتقدمة وكذلك ما يعتبر منها ناشئا
أم بالنسبة لجمهورية مصر العربية يوجد بها العديد من المبادرات الداعمة لتوجه ريادة الاعمال مثل مبادرة انطلاقة مصر ومبادرة رواد النيل هذا بخلاف الجهات الاساسية التى من الممكن ان يقصدها رائد الاعمال مثل مركز مصر لريادة الاعمال والابتكار وايضا جهاز تنمية المشروعات الصغرى والمتوسطة وهكذا الحال لاكاديمية البحث العلمى الداعمة لتوجه ريادة الاعمال فى الجامعات المصرية وايضا الهيئة العامة للاستثمار
اما بشكل استثمارى ايجابى فاعل فيجب علينا ان نتذكر برنامج SHARK TANK الذى حوله المحاضرون فى تقديم مادة ريادة الاعمال مثلى وزملائى لدراسات حالة(Case Studies) لتوضيح اساسيات فكر ريادة الاعمال لوجود الحالات العملية الواقعية فى متناول الجميع لدراستها
اخيرا وفى الختام يعتبر تعزيز فكر ريادة الاعمال فكر قومى اقتصادى شديد الاهمية للارتقاء بالمجتمعات اقتصاديا ومن مناحى عديدة كما ذكرنا بتقليل نسب البطالة وتعزيز الابداع والابتكار والارتقاء بالاقتصادات وبالاخص الناشئة منها.
بقلم : د. ايرينى تادرس
محاضر ادارة الأعمال
مستشار التطوير المؤسسي