كان هناك شاب يعيش في قرية صغيرة تشتهر بحدائقها الجميلة المليئة بالأزهار. في يومٍ من الأيام، لفتت نظره وردة حمراء تنمو في زاوية حديقة مهملة كانت الوردة تتفتح ببطء، وتحاول البقاء على قيد الحياة رغم التربة الجافة والمياه القليلة.
وكان الشاب معجباً بكل شيء جميل، ,عندما رأى تلك الوردة، شعر برغبة شديدة في قطفها والاحتفاظ بها في منزله. فكر قائلاً: “ستكون هذه الوردة أجمل في مزهرية على طاولتي، ستضفي على بيتي جمالاً وسحراً.”
ولكن في تلك اللحظة، تذكر مثلا قديما سمعه من جدته: “معجب الوردة قاطعها، أما المحب فهو ساقيها.” فتوقف قليلاً وفكر في معنى هذه الكلمات. هل حبه للوردة يعني أنه يجب أن يأخذها معه ويعرضها للجفاف في داخل المنزل، أم أنه ينبغي أن يتركها في مكانها ويساعدها على النمو؟
بدلاً من قطف الوردة، قرر الشاب أن يصبح “المحب” لا “المعجب”. بدأ يزور الوردة يومياً، يسقيها، ويهتم بالتربة من حولها. ومع مرور الأيام، بدأت الوردة تزدهر أكثر فأكثر، ألوانها أصبحت أكثر إشراقاً، ورائحتها أصبحت أعمق.
أصبح الشاب يشعر بالسعادة والرضا كلما رأى الوردة تزدهر، فقد أدرك أنه بالحب والرعاية يمكن أن يجعل الأشياء الجميلة أكثر جمالاً، دون الحاجة إلى امتلاكها أو إفسادها.
مرت الأيام، وأصبحت الوردة جزءاً من يوم الشاب، تعلم منها الصبر والحب الحقيقي الذي لا يعتمد على الامتلاك، بل على العطاء والرعاية. وعندما جاء الربيع، امتلأت الحديقة بالورود الجديدة التي نمت بجانب تلك الوردة الحمراء، وكأنها ترد الجميل للشاب على كل ما فعله لأجلها.
مربي الورد