د. محمد بغدادى يكتب: القلوب البيضاء

هناك ملائكة تمشي على الأرض بين الناس ولا تسعى إلا إلى الخير ولا ترى إلا الخير وترى الخير في الناس جميعا ولا تدرك مقدار الشرور التي في قلوب الناس وهم دائما يظلموا أنفسهم ارضاءا للناس ودائما ما تصطدمهم الحياة وتقف لهم بالمرصاد ودموعهم قريبه والحزن بداخلهم أكثر آلاف المرات من دموع المنافقين المنهمرة.
ينامون بدون ضغينة لأحد حتى إن سبهم وشاتمهم أحد لا يردون عليه ويكظموا غيظهم لله رب العالمين ولا يفكرون ولو للحظة في الأخذ بالثأر ولو مر يوم أو يومين ينسون جرحهم.
يحبون كل شيء ويحبهم كل شيء حتى الطيور والأطفال والشيوخ. يعيشون في ذكرياتهم وأفكارهم كأنهم في عالم أخر . لا يضعوا للناس حدودا فالناس أمامهم طيبين ملائكة ولا يدركوا كمية السموم بداخل هؤلاء الناس. ينسون أنفسهم في سبيل إسعاد الأخرين فسعادة الأخرين هي ملاذهم وجنتهم.
مشتتين في الغالب لأنهم لا يعلمون كيف يواجهوا القاسية قلوبهم وأصحاب النوايا السيئة. يقضون عمرهم في شرح وجهة نظرهم الصادقة ولكن لا أحد يسمعهم. وعندما يحبوا فهو ذلك الحب المميت القاتل لهم وأعتقد أنهم وجدوا لأسعاد الأخرين فقط وينسون أنفسهم تماما. وعندما يبتسموا ويضحكوا تخرج دموعهم البريئة النقية من القلب وعندما يحزنوا لا أحد يستطيع أن يخرجهم من ذلك إلا الله وعندما يجرحهم أحد يصمتون ويغادروا في سكون تام وأدب جم. هؤلاء هم الملائكة في صورة بشرية فهم قلة قليلة مدفونون بين البشر كالورود تحب أن تجلس معهم وتحكي إليهم وتبكي أمامهم بدون حواجز أدمية وتحتضنهم كأنهم أصدقائك أو إخوتك أو والديك. حافظوا عليهم يرحمكم الله فبدونهم ليست الحياة حياة