أخبار مصر

عبد الهادي :انطلاق “الكتاب العرب” إلى آفاق جديدة لمواجهة المخاطر الثقافية الوافدة على الشعوب العربية 

 

عبد الهادي :انطلاق “الكتاب العرب” إلى آفاق جديدة لمواجهة المخاطر الثقافية الوافدة على الشعوب العربية

 

 

الأحداث في غزة القت بظلالها

على الاجتماع العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب فى نواكشوط بالأمس..

وتحت رعاية رئيس جمهورية موريتانيا محمد ولد الشيخ الغزواني انطلقت “القمة الأدبية العربية الإفريقية” اجتماع الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب فى نواكشوط والتى تستمر لمدة يومين بحضور المختار داهي وزير التهذيب الوطني واصلاح النظام التعليمي والدكتور خليل النحوي رئيس اتحاد الكتاب الموريتاني وعددا من الوزراء والسفراء ورؤساء الاتحادات العربية الأعضاء في المجلس العام للأدباء والكتاب العرب ورؤساء الروابط الثقافية في أفريقيا.

وقال الشاعر والمفكر الكبير الدكتور علاء عبد الهادي الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب ورئيس اتحاد كتاب مصر خلال كلمته

 

السادة الوزراء والسفراء

نواب الأمين العام

رؤساء اتحادات الكتاب العرب

الدكتور خليل النحْوي رئيسَ اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين

 

نودُّ في البداية أن نتوجهَ بوافر الامتنان وجزيلِ الشكر إلى رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني على هذه الاستضافة الكريمة، وعلى هذا المؤتمر الذي يعقد برعايته السامية..

لقد أكد هذا الحرصُ القوي على حضور اجتماعنا هذا في موريتانيا الغالية من الاتحادات العربية وعيَّ القائمين على هذه الكِيانات المهمة بأهمية الدولة المضيفة بوصفها ملتقىً تاريخيًّا لثقافة عربية جامعة لها نبضُها العربي الأصيل وحسُّها الإفريقيُّ الشفيف، وامتدادُها الإسلاميُّ المؤثر، هي موئلٌ مهمُ لنسيج ثقافي قوي وواحد لغة وجنسا وإرادة سياسية ومصلحة ودولة ونظاما.

وأضاف أعربُ عن سعادتنا الغامرة بوجود ستةَ عَشَرَ اتحادا عربيا في موريتانياأرضِ الرجال السمر عشاقِ المتون، بلادِ المنارةِ والرِّباط، بلادِ الفقهِ والمحضرة، بلادِ المقامة والرحلة، وبلادِ الشعر والمخطوط، أهلِ المَنْكِب البَرْزَخِي، بلادِ شنقيط، بلادِ محمودِ بن التلاميذ، وأحمدَ بن الأمين، والشيخِ محمد الأمين، ومحمدِ محمود التندغي، والشيخِ محمد المامي بن زين والخليلِ النحْوي وغيرِهم،

يقولون إن القلبَ هو سيفُ الجميعِ حين يتحدث

ولأصحاب الدَّوْرِ والمكانةِ الذين أسهموا في تجديد الفكر العربي الحديث.

 

وقال عبد الهادي كان هدفُنا لدعم انعقاد مجلسِ الأمانة العامة لاتحاد الأدباء والكتاب العرب في موريتانيا الغالية بعد خمسة انعقادات سابقة في مصرَ وانعقاد في سوريا المقاومة، هو تأكيدَ انطلاقِنا بالاتحاد العام إلى أمديةٍ جديدة في الفعل الثقافي الحق الذي يجاوز حبرَ الكتابة إلى فعل التغيير وإحداثِ نتائجَ مقصودةٍ في الواقع الثقافي العربي المعيش، هكذا يظل الأملُ معقودا في كل اجتماع جديد في أقطار وطننا العربي الكبير الممتد على الانطلاق من الرؤية إلى الإنفاذ. إدراكًا من قيادات مجلس الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب أهميةَ العمل الثقافي المشترك في التصدي للتحديات التي تفرضها السياقاتُ الثقافيةُ والحضارية الجديدة من عولمة تدعو إلى قرية واحدة تقومُ على حطام القرى جميعا. ومن ذكاءٍ اصطناعي يعيش في الانتحال وعليه، ويفاقمُ اتساعَ الزيف على حساب الإبداع والأصالة، في سياقِ تدفقٍ ثقافي عنيف وقوي يتحرك بسيولة شديدة من المركز إلى الأطراف على نحوٍ ينال بالسوء من خصوصياتنا الثقافية ويُعلي من سعر المخاطر الوشيكة القادمة على وعي شعوبنا وعلى طبيعةِ تمثلاتنا لقيمنا الثقافية والحضارية، ويشوه مصفوفةَ إرثِنا التاريخي الواحدِ العريقِ والممتد.

اضاف إن هذا المؤتمر لَبِنَة من لبنات كثيرة ستسهم بتراكماتها إن شاء الله في إقامة وعي المواطن العربي، وتشييد الانتماء العربي الأصيل في زمن الالتباس والتطبيع المجاني والتخاذل،

 

وأكد على انه يظل الحفاظُ على ثوابتَ الضمير الثقافي العربي مِهادا لأي انتماءٍ ووعيٍ ثقافي حقيقي وفي مُقَدَّمَةِ هذه الثوابت الثابتُ العربي الفِلَسطيني، حتى أضحت -القضية الفلسطينية- مِحَكَّ أية مصداقية إنسانية لفرد أو منظمة أو دولة،

مئات الملايين من المواطنين خرجوا في مظاهرات فاضت بها أنحاءُ العالم كافة لم تكن تهتِفُ من أجل القضية الفِلَسطينية فحسب بل كانت ترفع صوتَها جنبًا إلى جنب مع أعلام فلسطين المقاومة وقوفًا مع القضية الإنسانية لهذا الشعب البطل. ولهذا الشتات الفِلَسطيني المُهَجَّر في بلاد العالم كلِّها الذي يزفِر ويشهَق بعدالة قضيته وبحقه في العودة إلى اراضيه، في ظل حكومات صهيونية عنصرية متتالية لعقود حكومات لا تؤمن إلا بمنطق القوة والجبر، من هنا كان طوفانُ الأقصى إرغاما وضرورة ولم يكن محضَ اختيار.

لَيْتَنِي كُنْتُ سَلِيمًا فِي تَجَاعِيدِ الْكَلام,

فالْكَوْنُ ضَاقَ, والحُلْمُ رُحْبٌ لا يَضِيق, رَتِّبـِي حُلْمَيْنِ جِسْرًا بَيْنَ عِيدَانِ الْمَطَرْ, فَلَعَلَّ قَافِيَتِي تَحُطُّ كَشِيْخِنَا الصُّوفِيِّ بَيْنَ الْقَطْرَتَيْنْ..

لا شَوْقَ يَصْدَأُ فِي الْمَسَافَاتِ الطَّوِيلَةِ بَيْنَنَا

 

تحية لغزةَ المناضلة، وتحية للأم الفلسطينية الثكلى الصابرة، وتحية لشهدائنا الأبرار على مرّ تاريخ الصراع مع المستعمر أيًّا كان اسمه ومكانه دعونا نقفْ دقيقة حدادا على شهداء الأرض والحُلم في فلسطين المحتلة وفي غزة الصامدة

 

وقال ربما أدركْنا نقاطَ ضعفِنا, وربما أنتصرنا لأنفسنا, والآن حان وقتُ الانطلاقِ والمجاوزة لما نستشعرُه من خطرٍ ثقافيٍّ فادح يهددُ ثقافتَنا العربيةَ, لعلنا نصلُ إلى رؤية ثقافيةٍ استراتيجية متكاملة ومشتَرَكَة، تؤكدُ حضورَ الثقافة العربية في سُدةِ المشهد العالمي، في الوقت نفسِه الذي تحافظ فيه على خصوصياتنا الثقافية, وعلى ثوابت الضمير الثقافي العربي على مر تاريخه المعاصر.

والآن ونحن نملك نَبالةَ المعرفةِ والاعتراف, لن نَعْدَمَ أبدا من يقدّرُ الشروقَ. فالعين التي تُحمِّق لا ترى الجمال! ايَّدكُم الحقُّ وأيدنا وبارك في عملِنا وعملِكم وسدد خطانا جميعا إلى الطريق الصحيح .