أخبار مصر

مفاجأة..بردية فرعونية قديمة أشارت لمنجم الذهب المكتشف حديثا

>> تشير البردية الذهبية في متحف تورينو في إيطاليا من عهد الملك سيتي الأول من الأسرة التاسعة عشرة إلى مناجم الذهب المنتشرة بالصحراء الشرقية

 

علاء الدين ظاهر

 

قال د.حسين عبد البصير عالم الأثار ومدير متحف مكتبة الإسكندرية أن الفراعنة إكتشفوا الذهب منذ أقدم العصور،وكانوا أول من استعمل الذهب،واكتشفوا نحو 125 منجمًا بالصحراء الشرقية ومنطقة البحر الأحمر والنوبة،والتي تعني أرض الذهب باللغة المصرية القديمة،حيث كانت مصر الفرعونية غنية بالذهب.

 

جاء ذلك علي خلفية ما أعلنته مصر أمس الثلاثاء من خبر سار في ذكري ثورة 30 يونيو،وتمثل ذلك الخير في إكتشاف منجم جديد للذهب في الصحراء الشرقية باحتياطي أكثر من مليون أونصة من الذهب،وهو ما يحقق نسبة إستثمارات قدرها الخبراء في السنوات العشر المقبلة بأكثر من مليار دولار.

 

 اقرأ أيضا| العناني ومالك يبحثان تعزيز التعاون بين مصر والإيسيسكو في العمل الاثري

 

وتابع:وقد قال أحد حكام الشرق الأدنى للملك أمنحتب الثالث “أبعث لي بكمية من الذهب لأن الذهب في بلادك مثل التراب”،وتشير البردية الذهبية في متحف تورينو في إيطاليا من عهد الملك سيتي الأول من الأسرة التاسعة عشرة إلى مناجم الذهب المنتشرة بالصحراء الشرقية، أما الاكتشافات الأثرية المتعاقبة فتعكس تمتُّع المصريين القدماء بخبرة هائلة في مجال التنقيب عن الذهب واستخراجه من عروق الكوارتز، فضلاً عن خبرتهم الكبيرة في مجال تصنيعه. واستخدموا النار والغاب المصنوع من الخزف لصهره.

 

وتشير المناظر الموجودة على جدران المقابر المصرية القديمة إلى أن المصريين القدماء أدخلوا النار في صناعة الذهب. وتصور هذه المناظر العمال وهم يصهرون المعدن في أوعية كبيرة من الخزف يقف حولها العديد من العمال وهم ينفخون النار بأنابيب طويلة من الغاب، وأطرافها من الخزف الذي لا يحترق، ثم يصبون الذهب بعد صهره في قوالب لعمل الحلي.

 

اقرأ أيضا|  عربة مأكولات تاريخية ومطعم يحترم البيئة الأثرية..تعرف علي الخدمات المقدمة لزوار قصر البارون

 

وكانت التقنيات الأولية المستخدمة في صناعة الذهب في المراحل الأولى عند المصريين القدماء لم تكن تعتمد على النار، بل كانت تعتمد على تحويل الأشكال وتغييرها بواسطة المطرقة والسندان وأدوات الضغط. وكانت أنامل الأقزام وراء دقة صياغة المشغولات. وصنع الفراعنة من الذهب أشياء كثيرة. وهناك قبة ذهبية ضمن آثار مقبرة الملكة حتب حرس، والدة الملك خوفو وزوجة الملك سنفرو، وقناع الملك توت عنخ آمون الذي يزن نحو 11 كيلوجرامًا وتابوته الذي يزن حوالي 110.5 كيلوجرامات من الذهب الخالص. وارتدى الفراعنة الكثير من الذهب في مجوهراته الثمينة.

 

وتم استخدام الذهب في منحوتاتهم الجميلة. وتم تخصيصه لكبار رجال الدولة. ودفن الفراعنة الذهب معهم. ولم يعبد الفراعنة الذهب وقدسوا اللون الذهبي الذي كان يرمز إلى لون أشعة الشمس. وارتبطت صناعة الذهب عند المصريين القدماء بعقيدة الخلود؛ لأن لونه لا يتغير بمرور الزمن. وكانت صناعة الذهب من أهم الحرف المصرية وارتبط الذهب بالطقوس الجنائزية والمعتقدات.

 

اقرأ أيضا| تعرف علي مواعيد وأسعار زيارة قصر البارون بعد أن إفتتحه السيسي

 

ويحتل الذهب في الحضارة الفرعونية أهمية كبيرة في الحياة الاجتماعية وطقوس الموت والحياة، واشتهرت مصر القديمة بمناجمها التي استخرج منها الذهب بوفرة والمصنوعات الذهبية والحلي الفرعوني. وهناك قطع مهمة من حُلي الفراعنة جاءت من تانيس (صان الحجر) مثل القناع الذهبي للملك بسوسنس الأول من الأسرة الحادية والعشرين، ومجموعات عديدة من الأواني الذهبية، وكذلك التاج الذهبي للأميرة سات حتحور يونت، فضلاً عن أساور الملكة حتب حرس من الأسرة الرابعة، وأساور من عهد الملك جر من الأسرة الأولى.

 

اقرأ أيضا|  تفاصيل ترميم البارون في 3 سنوات وبدء مشروع قصر السلطانة ملك

 

وأضاف:لقد كان الذهب عند الفراعنة من الأشياء المهمة التي يزينون بها حياتهم وعالمهم الآخر، فعاشت كنوزهم الذهبية من مصر الفرعونية قادمة إلينا من عالمهم البعيد كي تسحر عقولنا بجمالها الأخاذ الذي ليس له مثيل في العالم كله،إنه عالم الفراعنة الساحر.