مقالات

د. هشام ماجد يكتب :لماذا نبقى في زواج غير سعيد ؟

 

أيا كان ما تقرره هو المبرر الأساسي للبقاء في علاقه بائسة غير سعيدة ، فهناك في الحقيقة بعض الأسباب التي تجعلنا نبقى في زيجات غير سعيدة وهنا نستعرض معنا الثلاثة أسباب الأساسية الأوائل..
السبب الأول: نبقى في زيجات غير سعيدة من أجل الأطفال.
يقول العديد من الأشخاص الذين يعيشون في زيجات غير سعيدة أنهم يبقون مع أزواجهم من أجل أطفالهم ، إنهم لا يعرفون كيف سيستجيب أطفالهم لو تم الإنفصال وكم سيكون لديهم من الشعور بالذنب وجلد الذات ، وليس لديهم فهم واضح لكيفية عمل حضانة الأطفال ، أو يخشون فقدان علاقتهم بأطفالهم بعد الطلاق ، فنحن بمجرد أن نصبح آباء ، فإن الكثير من عملية صنع القرار لدينا تركز على كيفية تأثير قرار معين على أطفالنا لا أحد يريد أن يرى أطفاله خائفين ومع ذلك ، فإن الحقيقة هي أنه من أجل أن يتمتع أطفالك بعلاقات صحية ، فإنهم يحتاجون إلى أمثلة جيدة لما يجب أن تكون عليه العلاقات الصحية إذا كنت أنت وزوجك تتشاجران باستمرار ، فإن المثال الذي تضعه لطفلك هو أن الزواج مشروع تعاسه وليس خطوه إلى الإستقرار والتقدم.

السبب الثانى : نبقى في زيجات غير سعيدة بسبب الذكريات السعيدة.
الشيء المضحك في الذكريات هو أننا نتذكر أشياء معينة فقط – الأشياء الجيدة جدا والأشياء السيئة جدا كل اللحظات الوسطى تمتزج معًا لذلك عندما تنظر إلى الحياة التي بنيتها مع زوجتك ، هناك بعض الذكريات واللحظات الأساسية التي تتبادر إلى الذهن ، وبما أن المشاعر الجميلة التي شعرت بها قد ولت منذ فترة طويلة ، فهناك الزكريات الحلوة على سبيل المثال ، إذا كان شهر العسل ممتعًا ، مع وجود مطبات طفيفة فقط على طول الطريق ، فمن المحتمل أنك ستتذكره بالمتعة والجمال وتتلاشى التفاصيل والسلبيات وتصبح الذاكرة أكثر إيجابية مما كانت عليه ويمكن لعقولنا إستخدام هذا لخداعنا بعدة طرق مختلفة يمكن أن يجعلنا نتساءل كيف ساءت الأمور إلى هذا الحد عندما كانت جيدة جدًا ، أو يمكن أن تقنعنا بأن الأشياء ستكون جيدة مرة أخرى ، إذا بذلنا ما يكفي من الوقت / الجهد / الطاقة / الصبر نترك تصورنا للأحداث والمستقبل يكون إيجابي وأننا سنتغير الى الأفضل ، بدلاً من النظر بشكل نقدي إلى حياتنا الزوجية واتخاذ قرار مصيري قد يهدم كل شيء.

السبب الثالث : نبقى في زيجات غير سعيدة بسبب الخوف.
الخوف من أن تكون وحيدًا بغض النظر عن السبب الآخر الذي قد يولده عقلك لك ، فإن السبب الأول لبقائنا في زيجات غير سعيدة هو الخوف ، الخوف من التغيير ، والخوف من الخسارة الماديه والمعنوية في التردد أنت وزوجتك وأولادك علي محاكم الأسره ، والخوف مما سيكون عليه مستقبلك وحيدا في الحياة لذلك لا يجب أن تخجل من الخوف فهو ما يمنعنا من إتخاذ خيارات سيئة حقًا في حياتنا ، فمثلا لم تقفز من فوق الجسر ؟ رغم أن جميع أصدقائك كانوا يفعلون ذلك ، لأنك كنت تخشى العواقب في هذه الحالة ، كان خوفك مبررًا وساعد في الحفاظ على حياتك وصحتك لذلك يمكن أن يكون الخوف شيئًا رائعًا ، لأنه طريقة عقلك لحمايتك من المخاطر المحتملة ولمنعك من المضي قدمًا لإنهاء الحياة الزوجية وبذلك الخوف الصحي يحافظ علي استمرار الحياة الزوجية ويمنع من قرارات متسرعه تهدم أسره وتحطم أحلام أطفال بريئه.

إذا كانت الحكمة تقول أنه عتدما تركب القطار الخطأ فانزل في أقرب محطة حتي لا تزيد تكلفة العودة ولكن قد يكون القطار صحيحاً ولكنها الرؤية الغير  سليمة.

د.هشام ماجد الطبيب النفسي والمحاضر الدولي