مقالات

د. هشام ماجد يكتب عن : عندما يتحول التجميل إلى إدمان وتشويه

تطور طب التجميل في السنوات الأخيرة بشكل كبير لكن هذا التطور كان أحد للأسباب في خلق ظاهرة سلبية حول العالم ، وهي إدمان العمليات التجميلية فما هو هذا الإدمان ؟
الإجابة في هذا التقرير : هو إضطراب سلوكي يجعل الشخص يرغب في تغيير مظهره باستمرار من خلال الخضوع لجراحة تجميلية ويتسبب هذا الاضطراب في إنفاق مصاريف باهظة على عمليات متعددة ، وكلها قد لا تجعل صاحبها في النهاية أكثر سعادة غالبًا ما تنشأ الرغبة في الجراحة التجميلية من الشعور بعدم الأمان الذي يشعر به الناس حيال مظهرهم هذا شعور طبيعي يمر به الجميع من حين لآخر ومع ذلك ، عندما يصبح الشعور بعدم الأمان حقيقية وتصبح الجراحة التجميلية محور حياة الشخص ، فهناك مشكلة خطيرة كما هو الحال مع أي إدمان ، ويبدأ إدمان الجراحة التجميلية بتجربة أولية إيجابية وعندما يشعر شخص ما يعاني من انعدام الأمن بشعور أفضل بشأن مظهره بعد العملية الأولى ، فقد يقرر أن يكون لديه واحدة أخرى لتصحيح “عيب” آخر بمجرد أن تصبح الجراحة التجميلية هي الحل للإدراك السلبي للذات ، وقد يصل لمرحله أن يكون مثل المشاهير الذين يحبونهم في النهاية ، قد يبدأ الشخص في هيكلة حياته حول العمليات القادمة ويبدأ في الاعتماد على الجراحة التجميلية كمصدر لتقديره لذاته ، قد يصاب بإدمان ولن يتمكن من التوقف عن التقدم للإجراءات حتى عندما يرفض الجراحون إجراء عملية جراحية لهم ، فقد يجدون أطباء أقل تأهيلاً لإجراء عمليات أكثر خطورة ، وفي الحالات القصوى ، قد يحاولون إجراء عملية جراحية على أنفسهم وهنا يجدر الإشارة الى وأحد من الاضطرابات النفسية تسمي “إضطراب تشوه الجسم” وهو حالة تجعل الشخص يستحوذ علبه “عيوب” حقيقية أو غير حقيقيه في مظهره وهي حاله تقع تحت مظلة إضطراب الوسواس القهري – OCD – الذي يضعف رفاهية الشخص بشكل مأساوي ، ويعاني الأشخاص المصابون باضطراب تشوه الجسم من معدلات انتحار عالية ويؤثر الاضطراب على كل من الرجال والنساء ويبدأ عادةً خلال سنوات المراهقة وبداية البلوغ وقد يقضي الشخص الذي يعاني من إضطراب تشوه الجسم ساعات كل يوم يفكر في مظهره أو ينظر إلى نفسه في المرآة ، أو قد يبذل جهدًا كبيرًا لتجنب رؤية نفسه على الإطلاق بالإضافة إلى ذلك ، يمتلك الإضطراب القدرة على التأثير سلبًا على الحياة الاجتماعية للشخص ، لأن الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب غالبًا ما يشعرون بالوعي الذاتي ويقارنون أنفسهم بالآخرين بإستمرار واضطراب تشوه الجسم هو اضطراب شائع الحدوث مع إدمان الجراحة التجميلية وأظهرت الأبحاث أن احتمالية ظهور هذه الحالة في مرضى الجراحة التجميلية تزيد 15 مرة وهذا لا يعني أن أي شخص خضع لعملية تجميلية لديه مشكلة نفسية ، ولكن في كثير من الحالات ، من المحتمل أن يكون إضطراب تشوه الجسم من العوامل المساهمة في الإدمان على الجراحة التجميلية والعلاج والدعم الاجتماعي هما الحلان لاضطراب تشوه الجسم فالجراحة التجميلية ليست هي الحل في الواقع ، إدمان الجراحة التجميلية واضطراب تشوه الجسم متلازمان حقًا لأنهما يعتمدان على بعضهما البعض إذا لم تعمل الجراحة التجميلية على “إصلاح” مظهر شخص ما بشكل كافٍ ، فسيشعرون بالسوء تجاه أنفسهم ويسعون إلى المزيد من الإجراءات ، مع ترك اضطراب تشوه الجسم نشطًا وغير معالج قد تتطلب نتائج الجراحة التجميلية من الشخص إستخدام المسكنات ، وكثير منها يسبب الإدمان إذا خضع الشخص لعملية جراحية تجميلية بشكل متكرر ، فقد يعرض نفسه أيضًا بشكل متكرر للمواد الأفيونية الموصوفة طبيًا وبالتالي يخاطر بالحصول على إدمان المواد الأفيونية وهذا خطر آخر لإدمان الجراحة التجميلية علاوة على ذلك ، هناك علاقة بين تعاطي المخدرات والأمراض النفسية نظرًا لأن اضطراب تشوه الجسم هو سبب العديد من حالات إدمان الجراحة التجميلية ، فقد يبدأ الشخص المدمن على الجراحة التجميلية في تعاطي الكحول أو المخدرات غير المشروعة لمحاولة الهروب من خيبة أمله بمظهره وكذلك مضاعفات الجراحة التجميلية مثل : جلطات الدم ، نزيف شديد ، تأخر الشفاء مخاطر التخدير بما في ذلك الصدمة وفشل الجهاز التنفسي والسكتة القلبية والموت ، ويندم الكثير من الأشخاص الذين خضعوا للجراحة التجميلية لاحقًا لأنهم غير راضين عن الطريقة التي يعتنون بها بعد ذلك في بعض حالات الإدمان ، يخضع الأشخاص لمزيد من العمليات لتصحيح الحالات السابقة ، حتى عند إجرائها بشكل صحيح ، في كثير من الأحيان تؤدي إلى مظهر عام غير طبيعي وغريب والقائمة بأسوأ عمليات تجميلية فاشلة طويلة حولت أصحابها إلى مشوهين بحسب موقع “wonderslist” مثل دانتيلا فيرساتشي
أحد أشهر نجوم عالم الأزياء فى العالم وتارا ريد
هى الممثلة الأميركية المعروفة، والتى كانت أيقونة الجمال سابقًا ، مايكل جاكسون
أحد أشهر مغني الأرض بأكملها، وأيضًا الأشهر فى عمليات التجميل بعدما اقتاده هذا السلوك للقيام بـ 100 عملية تجميل ، شوهت معالم كثيرة فى وجهه ودمرته صحيًا ، في النهاية نؤكد أن إدمان تلك الجراحات تكون نتيجته كارثية.

د.هشام ماجد الطبيب النفسي والمحاضر الدولي.