عربي ودوليمقالات

د. هانى حسين يكتب لـ” الحدث 24″: قل كانت ولم تزل

 

فى أعقاب إعلان مصر تأميم قناة السويس بعد رفض البنك الدولى تمويل مشروع السد العالى والتى كان يتطلع النظام وقتها من خلاله إلى تحقيق طفرة زراعية وصناعيه جراء تشييده تعرضت مصر لعدوان غاشم تبنته ثلاث دول هى اسرائيل وبريطانيا وفرنسا، حيث إندفعت القوات الإسرائيليه فى 29 أكتوبر 1956 فى إتجاه شبه جزيرة سيناء وسرعان ما لحقتها القوات الفرنسيه والبريطانيه نحو مدن القناه لتطويق الجيش المصرى فى سيناء والذى فطن الى ذلك فتراجعت قواته الى غرب القناه.

كانت الإشتباكات المتقطعه بين الجيشين المصرى والإسرائيلى ما تزال قائمة حتى قبيل اندلاع الحرب على حدود سيناء حيث دأبت اسرائيل على إبداء مخاوفها وتذمرها حيال الدعم المصرى الدائم للفلسطينين والمقاومة فى فلسطين.

أما الدوافع البريطانيه فى دخول الحرب فتمحورت حول قرارات تأميم القناة، كما أثارالضغط المصرى المستمر لإنهاء الوجود العسكرى الإنجليزى فى منطقة القناة منذ وقت سابق على قرارالتأميم بعامين حفيظة البريطانيين وهو الوجود الذى منح لها بمقتضى معاهدة الأنجلو المصريه عام 1936.

أما فرنسا فقد ضاقت ذرعا بالنظام المصرى الداعم للثورة والاستقلال بالجزائر وعلية فقد تبلورت أهداف العدوان المشترك فى الإستيلاء على سيناء ومدن القناة وتقويض نظام عبد الناصر….فقامت اسرائيل بمهاجمة شبه جزيرة سيناء فيما شنت القوات البريطانيه والفرنسيه قصفا عنيفا على مدينة بورسعيد حتى إحترق حى المناخ بالكامل جراء قصفه بالنابالم كما قصف الإنجليز حى العرب بالطائرات، وقامت الهليكوبتر البريطانيه يوم 6 نوفمبر 1956 بإنزال برمائى حتى احتلت بورسعيد….

هددت موسكو بالتدخل العسكرى فى الحرب إن لم يتوقف العدوان ضد مصركما رفضت الولايات المتحدة العدوان وتدخلت لصدور قرار إيقاف إطلاق النار من الأمم المتحدة وإندلعت مظاهرات مناهضة للعدوان فى لندن مطالبة أنتونى إيدن رئيس الوزراء البريطانى بالإنسحاب وصدرقرارمجلس الأمن الدولى 7 نوفمبر بوقف إطلاق النيران.

كانت المقاومه المصريه أثناء العدوان قد بلغت من الشجاعة والإستبسال مبلغا منقطع النظير من خلال المقاومه السرية المسلحة بإشراف الرئيس عبد الناصر، وأبلت العمليات الفدائية من بيت الى أخر بلاء حسنا ،وتم خطف الضابط انتونى مورهاس ابن عمة الملكه اليزابث واغتيل الميجور جون رئيس المخابرات البريطانيه فى بورسعيد وهوجم معسكر الدبابات البريطانى بالصواريخ فى عمليه قادها الملازم ابراهيم الرفاعى، وبطولات أخرى كثيره شهدتها أرض بورسعيد المناضلة، فيما استشهد عدد كبيرمن العسكرييين والمدنيين تخضبت بدمائهم أرض النضال والفداء على أثر القصف العشوائى الغاشم، وانتهت الحرب الثانيه فى تاريخ الصراع العربى الإسرائيلى لأجل القضيه الفلسطينية، وانتصرت مصر بتحقق إرادتها وأهدافها فى خروج المحتل الغاشم…

و إستمر الدور المصرى داعما أصيلا للقضيه الفلسطينية حتى بلغ الحنق الإسرائيلى تجاه مصر مبلغا  كبيرا فقد شكلت جهود مصرفيما بعد 1956 للم الشمل وتوحيد دوائر النضال الفلسطينى ودعم مصر لعمليات المقاومه كذلك شكل نشاط سوريا ضد المستعمرات الإسرائيليه على الجبهة السوريه تهديدا مباشرا لإسرائيل حسب تصريحات ليفى إشكول رئيس الوزراء الإسرائيلى فى الكنيست مرارا…..

ودعت مصر الى قمة عربيه طارئه عام 64 ردا على قرار اسرائيل بتحويل مياه نهر الأردن وبرز دورعبد الناصر فى توحيد الصف الفلسطينى فى كيان واحد مسئول عن حركة الكفاح فكان إنشاء منظمة التحرير الفلسطينيه والتى رأسها أحمد الشقيرى مندوب فلسطين بالجامعة العربية عام 1965..وفى غرة مايو 1967 صرح أشكول بأنة سيرد بعنف حسب زعمة على مصادر الإرهاب حال إستمرت العمليات الإنتحاريه فى بلاده كما هدد رئيس أركان الكيان الصهيونى فى غير مرة بالزحف نحو دمشق إن لم يتوقف النشاط الفدائى الفلسطينى بالجليل…

وأغلقت مصر مضيق تيران أمام السفن الأسرائيلية وأية سفن تحمل معدات عسكرية الى إسرائيل بعد أن تواترت الأعمال العسكرية الإسرائيليه كإسقاط 6 طائرات سوريه وعمليات طبرية وبلدة السبوع الأردنية حتى بلغ حجم الإعتداءات الصهيونيه على الحدود العربيه منذ عام 1956 إلى 107 اعتداء وانتهى الأمر بنشوب حرب 5 يونية 1967 فكانت الهزيمة العربيه والتى سقط فيها ألاف الشهداء دفعت من خلالها مصر الفاتوره الأعلى من مقاتليها وعتادها ومقدراتها وتداعت الكثيرمن الأمورعلى نحو ممض وأيقن العرب بعدها أن إسرائيل لا تحارب وحدها ولعل قصف الجيش الإسرائيلى لسفينة التجسس الأمريكية يو إس ليبرتى قبالة سواحل العريش بالخطأ كان فاضحا لتلك العلاقة المخله وصدر قرار مجلس الأمن 242فى 9 يونيو بوقف إطلاق النارلكن سرعان ما نضت مصرعن نفسها ثوب الأحزان ناهضة مواصلة الكفاح وإعادة التنظيم والبناء حتى تحقق للعرب نصر الله المؤزر بعد سنوات قلائل……فكانت مصر ولم تزل تقض مضجع الصهاينة بدعمها الأكبروالأعلى لفلسطين فى مبدء راسخ لازب كلفها ولايزال الكثير والكثير………..وللحديث بقية