سلايدرمقالات

د. إيرينى تادرس تكتب لـ” الحدث 24″: “لا مش انا اللي أبكى”

 

وحيث تأخذنى تلك اللحظات من الهدوء والسكينة، وتسكين الذهن والتأمل ,المشهد الذى لا يخلو من القهوة،  وتعتريه الموسيقى الهادئة الكلاسيكية سواء كانت من الكلاسيكات القديمة ام الحديثة .

وكانت هذه المرة مع “لأ مش أنا اللى ابكى” رائعة الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب وبعد الاستماع المتكرر لنفس الاغنية والتأمل في التكرار أحيانا لتأكيد المعنى والمقاطع الموسيقية بين الابيات، وكأنى رحلت لعالم من التميز والابداع والرقى .

وانتهى ذلك الوقت من الاسترخاء إلى  التصفح السريع لوسائل التواصل وحدث أنه بمقتضيات الصدفة البحته شاهدت فيديو صغير كإعلان لمغنى جديد اسمه شاكوش وربما لا تسعفنى الكلمات لأصف مدى الصدمة الشديدة التي اكتنفتنى.

وبالحقيقة لا اريد الاسترسال في هذا الجانب لكن يكفينى القول بان كل المحتوى من صوت وهدف ولغة الجسد كان يكفى لكى أسأل نفسى سؤال مهم ……

ما هو المكون الثقافي لهذا العمل ؟

وما هو المكون الثقافي لعمل مثل “لأ مش أنا اللى أبكى”؟

وكيف كان في العمل القديم لغة الاعتراض عن سوء تفاهم بهذا الابداع والرقى؟

وكيف هو التكرار لتأكيد المعنى الاساسى المطلوب إرساله كهدف لتلك الرسالة ” انا مش باعتبك دلوقتى انا بدى أقول ليه ده يحصل ……علشان نهايتك ونهايتى كان يجرى إيه لو كانت أطول”.

وكيف كانت لغة التواصل لتوضيح وجهة النظر في زمن قلت فيه وسائل التواصل وكان الأمر شاق ومرهق، بل في غاية من الصعوبة؟

وكيف هي روعة الكلمة واللحن والأداء مع وجود هدف عام للعمل ككل؟

وما هو المكون الثقافي لمجتمع كان على هذا النمط ؟

وعلى النقيض كيف تكون ذوق عام لمن يصنعون نجوما كشاكوش وحمو بيكا وشطة وغيرهم

فالإقبال من الجمع هو ما يصنع تلك النجومية

وهنا تساءلت هل من علاج لارتقاء الذوق العام ؟

وهل العلاج يبدأ من قرار فردى لكل منا فيما يسمع ويقرأ ويشاهد حتى نقاوم ذلك بتشكيل عقل جمعى راقى ونغرس هذا ايضا في الأجيال الجديدة

وما هو الدور القومى والتوجه التنموي الحضاري في هذا الصدد؟

أخيرا ….

أؤمن بصحة القول انه للتقدم علينا النظر للامام بعزم وتصميم.

لكنى اعتقد ايضا ان علينا ان نرجع للوراء ثم ننطلق للامام حاملين بفخر أرث ثمين راقى وفريد.

إقرأ المزيد.. د. إيرينى تادرس تكتب: حروب الجيل الخامس .. كيف تأخذنا معها وفى طريقها؟

إقرأ المزيد .. د. إيرينى تادرس تكتب: دعنا نتفق أو نختلف.. فكلاهما مثمر وبناء